الأحد، 22 فبراير 2015

سحب جواز سفر أحد الإئمة في مونتريال


■ قالت جريدة ذا ناشونال بوست الكندية في مقال نشرته في الـ 11 من الشهر الجاري ، إن السلطات الفيدرالية عمدت إلى سحب جواز سفر أحد الأئمة الإسلاميين الذي تقول إنه تلقى "تدريبه" أو تعليمه الديني في إيران ويقيم في مونتريال ، والذي تعتبره الشرطة الملكية الكندية المعروفة اختصاراً بـ  RCMP شخصاً بذي مصلحة في تحقيق تجريه حالياً. 

وأضافت الصحيفة أن الإمام علي سبيتي وهو من مواليد العراق ويحمل الجنسية الكندية منذ عام 1991 قد تلقى رسالة في التاسع عشر من نوفمبر / تشرين الثاني من هيئة الجوازات الكندية Passport Canada تفيد بأن جواز سفره قد تم إبطال صلاحيته بناءً على القوانين الفيدرالية المعمول بها ، لكن دون شرح أسباب اتخاذ ذلك القرار. 

وتقول المصادر إن بعض الوثائق الحكومية الداخلية أظهرت أن الشرطة الملكية الكندية تبدي اهتماماً بالسيد سبيتي منذ عام 2009 ، مضيفة أن شكوكاً لدى المكتب الأمني التابع لهيئة الجوازات الكندية أثيرت بعدما حاول السيد سبيتي تغيير جواز سفره من خلال إزالة ملصق عن إحدى صفحات جواز السفر في عام 2007. 

هذا ولم تتمكن الصحيفة من الاتصال بالسيد سبيتي للتعليق على الأمر، غير أن محاميه ميتشل غولدبرغ قال إنه لا يستطيع بدوره أن يعلّق على حيثيات القضية ، معتبراً في الوقت نفسه أن أي شخص يدعو إلى الكراهية أو العنف أو يدعم الإرهاب يجب أن يحاكم. وأضاف غولدبرغ أن لا أحد منّا يود أن يُسحب منه جواز سفره دون حق معرفة الادعاءات الموجهة إليه، ومنحه الفرصة ليروي جانبه من القصة ، وأن من جملة حقوق الإنسان أن يعبر عن أرائه غير المعتادة. 

من جهة أخرى قال كفين مينارد المتحدث الرسمي عن وزير المواطنة والهجرة كريس أليكساندر ، إنه لا يستطيع التعليق على مجريات القضية ، غير أن الحكومة لن تتردد في اتخاذ أي إجراء لحماية الكنديين من أي تهديد يشكّله جهاديون إرهابيون ، على حد وصفه. 

[ تحديث ] 

وتظهر تفاصيل القضية في مستندات قدمت إلى المحكمة الفيدرالية الكندية مؤخراً ، يُرافع فيها السيد غولدبرغ معتبراً أن الحكومة "أخطأت قانونياً" بسحب جواز سفر موكله ، وحرمانه الاستفادة من الخدمات التي يوفرها جواز السفر لفترة زمنية غير محددة."

ويدّعي السيد غولدبرغ أن القرار المُتخذ يُخالف حقوق حرية الحركة لموكله الشيخ سبيتي ، وأن القرار يستند إلى "نتائج خاطئة لحقيقةٍ تم التوصل إليها بأسلوب منحرف وغريب." مضيفاً أن هيئة الجوزات الكندية أخفقت في الالتزام بمعايير الإنصاف في إجراءتها أيضاً . 

وتُعد القضية أحدث اختبار تواجهه القوانين الفيدرالية التي تسمح للحكومة بضرورة سحب أو رفض منح جوازات السفر استناداً إلى أسباب عدة "كأن تكون متعلّقة بالأمن الوطني لكندا أو لأي دولة أخرى."

يشار إلى أن الشيخ علي سبيتي البالغ من العمر 46 عاماً هو من مواليد مدينة النجف بالعراق ، وتلقى دراسته الدينية في لبنان وإيران وفقاً لما ذكره موقع المجمع الإسلامي في مونتريال على الإنترنت ، والذي يصف الشيخ سبيتي بأنه إمام المركز ، على الرغم من أن الشخص الذي يجيب المكالمات الهاتفية الواردة إلى المركز يقول إن الشيخ علي سبيتي لم يعد يعمل لدى المركز. 

هذا ويفيد الموقع بأن "الشيخ علي السبيتي هاجر إلى مونتريال - كندا في عام 1988 ثم عاد إلى مدينة قم الإيرانية لمواصلة دراسته الدينية ، ليعود بعدها إلى كندا بعد عدة أعوام لخدمة الجالية." وقد قام الشيخ سبيتي بوضع حجر الأساس لـ "مؤسسات ومراكز اجتماعية في مختلف المدن الكندية" تتضمن مونتريال وأوتاوا وتورنتو ووندسور وإدمنتون وفانكوفر، بحسب ما جاء في السيرة الذاتية على موقع المجمع الإسلامي في مونتريال، والتي تضيف أن الشيخ علي سبيتي كان عضواً ناشطاً في عدد من الجاليات والهيئات المجتمعية والنشاطات الدينية في أمريكا الشمالية."

ووفقاً للسجلات الرسمية الخاصة بالمؤسسات في مقاطعة كيبك ، فإن الشيخ سبيتي يرأس مؤسسة الهداية وهي جمعية خيرية لا تتوخى الربح تأسست في مونتريال عام 1997. وتشير سجلات المقاطعة إلى أن عنوان المؤسسة هو نفسه عنوان المجمع الإسلامي في مونتريال. 

وتضيف الصحيفة أن الشيخ سبيتي في عام 2006 أطلع هيئة شعبية غير رسمية تعنى بإجراءات أمن الهجرة حول عدد من حالات التحرش قامت بها ضده وضد عدد من أبناء الجالية هيئة الاستخبارات الأمنية ، بحسب ما جاء في تقرير لمجموعة ناشطة في مقاطعة كيبيك. 

وتكمل الصحيفة بأن وكالة الاستخبارات الكندية CSIS أجرت عشرات المقابلات مع الشيخ سبيتي (قبل أحداث 11 سبتمبر) استمر بعضها لساعات ، مشيرة إلى أن القادمين إلى كندا كانوا يسألون عنه بصفة منتظمة ، وما إذا كانوا يخططون لحضور الصلاة التي يؤمها ، حيث جرى إشعارهم بأنه رجل يتسم بالخطورة بحسب ما جاء في تقرير اللجنة. 

وتقول الصحيفة إن الشيخ سبيتي بدأ يواجه المشكلات في الموانئ الجوية ، وكان يتذمر من التأخير في الحصول على بطاقة الجلوس في الطائرة ، ومن طلب المسؤولين له بالوقوف جانباً وانتظار انهاء معاملات المسافرين الآخرين بحسب التقرير. ليكتشف الشيخ سبيتي في النهاية أن اسمه كان على لائحة الممنوعين من السفر في الولايات المتحدة ، وأن ذلك أثّر عليه عند قيامه برحلات جوية فوق الأراضي الكندية. 

وحين حاول دخول الولايات المتحدة تم اعتقاله ووضع الأغلال في يديه واحتجازه في زنزانة لست أو سبع ساعات قبل أن يُطلب منه العودة إلى كندا وفقاً لما يذكره التقرير. ليقوم المصرف الذي يتعامل معه بعد ذلك بإطلاعه على رغبة السلطات الكندية التدقيق في سجلاته المالية ، بحسب ما جاء في التقرير. 

يُظهر سجل تاريخ القضايا الأمنية في هيئة الجوازات الكندية أن جواز سفره أصيب بتلف عام 2007 عندما حاول الشيخ سبيتي إزالة ملصق ، قال إن ذلك حصل في المملكة العربية السعودية ، نافياً أنه حاول إزالة تأشيرة من على إحدى صفحات جواز السفر الذي صادرته السلطات في وقت لاحق في مطار ترودو بمونتريال على أساس أن جواز السفر تم التلاعب فيه. 

بعد ذلك بعامين وفي الحادي والثلاثين من آب / أغسطس طلب أحد المكاتب الأمنية المعروفة اختصاراً بـ INSET (فِرق حفظ الأمن القومي المدمجة) التابع لجهاز الشرطة الملكية الكندية من هيئة الجوازات الكندية بوضع شارة مراقبة على تعاملات الشيخ سبيتي لأنه يعتبر شخصاً ذي مصلحة لها. وتقول الصحيفة إن جواز السفر الذي استعمله الشيخ سبيتي في ذلك الوقت كان يحمل أختام وصول ومغادرة من لبنان ، بالإضافة إلى تأشيرة إيرانية ، وما يشير إلى سفره إلى كل من الكويت والمملكة العربية السعودية وأستراليا ودولة الإمارات العربية وتركيا. 

عندما قدم الشيخ سبيتي طلباً للحصول على جواز سفر جديد عام 2012 ، أخبر المكتب الأمني INSET هيئة الجوازات الكندية مرة أخرى إنه شخص ذو مصلحة للمكتب الأمني. وجاء في رسالة إلكترونية كتبها صامويل ميكايل من مكتب INSET في مونتريال مؤرخه في الخامس من سبتمبر / أيلول 2012 : "إنه على ضوء النقاشات السابقة ، فإن المكتب يطلب الحصول على نسخة من طلب جواز السفر للشخص المعني، وأي معلومات في حوزتكم متعلّقة بذلك الطلب ، لأنه يعد شخصاً بذي مصلحة في تحقيق جاري." 

على الرغم من الطلب الذي تقدمت به الشرطة الملكية الكندية إلا أن هيئة الجوازات الكندية لم تتلق أي رد من السلطات القانونية ما دفعها إلى اصدار جواز سفر جديد إلى الشيخ سبيتي بعدها بأسبوعين ، ما سمح له بالسفر إلى لبنان عبر باريس. وتشير رسالة إلكترونية داخلية إلى أنه طُلب إلى المعنيين عدم إطلاع الشيخ سبيتي أنه موضع اهتمام لدى الشرطة. 

يشار إلى أن سبع صفحات من ملف جواز سفر الشيخ سبيتي لدى هيئة الجوازات الكندية قد تم شطبه باللون الأسود قبل ضمه إلى سجلات المحكمة. وتقول الحكومة إنها تنوي التصدي لطلب الإفصاح عن المعلومات التي يكفلها قانون الأدلة الكندي. 


[ تحديث بتاريخ 20 فبراير / شباط 2015]


إمام من مونتريال سُحب جواز سفره يتواجد في لبنان
 ومحاميه يرفض التعليق على كيفية وصول موكله إلى لبنان 

قام أحد أئمة مونتريال بالرد على سحب السلطات الكندية لجواز سفره قائلاً إنه على الرغم من قيام السلطات الكندية بإجراء العديد من المقابلات معه على مدار السنين السابقة ، إلا أنه لا يدري لماذا أخذت منه الحكومة وثائق سفره. 

ويقول الشيخ علي سبيتي "إنه حتى هذا اليوم مازال لا يعرف لماذا أبطلت السلطات صلاحية جواز سفره" بحسب إفادة رسمية أفرجت عنها المحكمة الفيدرالية يوم الجمعة. مضيفاً أنه "كأي مواطن كندي ، يريد أن يكون لديه الحق في السفر بجواز سفره الكندي."

يشار إلى أن تلك الإفادة الرسمية كانت قد حُررت أمام كاتب عدل في بيروت يوم الأربعاء الماضي. هذا وقد رفض ميتشل غولدبرغ ، محامي الشيخ سبيتي ، أن يشرح كيف تمكن موكله من السفر إلى لبنان بالرغم من مصادرة جواز سفره قبل ثلاثة أشهر. 

حيث قال السيد غولدبرغ إنه" لن يعقّب من خلال وسائل الإعلام على التفاصيل الخاصة بملف موكله." يذكر أنه في رسالة إلكترونية سابقة قال غولدبرغ "إنه لو كان هناك دليل واضح على أن مواطناً كندياً يدعم منظمة إرهابية ، فإنه يجب أن تتم محاكمته."

وكانت السلطات الفيدرالية الخاصة بدائرة الهجرة قد أخطرت الشيخ سبيتي من خلال رسالة مؤرخة بـ 19 نوفمبر / تشرين الثاني بأن جواز سفره قد أبطلت صلاحيته وأنه يجري النظر فيما إذا كان مؤهلاً للحصول على خدمات جواز السفر ، دون إعطاء أي تفسير حول ذلك الإجراء المتخذ."

غير أن المستندات التي كُشف عنها في المحكمة الأسبوع الماضي أظهرت أن الشيخ سبيتي قد تم وضع شارة مراقبة عليه من قِبل البرنامج الأمني التابع لهيئة الجوازات الكندية Passport Canada بعد أن قال المكتب الأمني المعروف باسم INSET في مونتريال إن الشيخ سبيتي "هو شخص ذو مصلحة في تحقيق جاري" 

في الخامس من ديسمبر / كانون الأول ، تقدم الشيخ سبيتي بطلب للحصول على جواز سفر جديد ليتمكن من السفر وزيارة والده المريض في لبنان ، غير أنه لا يوجد في ملفه ما يشير إلى استلامه لجواز سفر جديد. يشار إلى أن الشيخ سبيتي يحمل الجنسيتين الكندية واللبنانية. وكان قد أطلع المسؤولين في هيئة الجوازات عام 2012 إنه لم يمتلك وثيقة سفر صالحة من أي بلد آخر باستثناء كندا. 

ويقول السيد غولدبرغ محامي الشيخ سبيتي "متحدثاً من حيث المبادئ العامة التي تتجاوز حدود هذه القضية ، إنه يريد أن يعرف كيف يُعتبر قانونياً قيام الحكومة بسحب جواز سفر مواطن كندي دون إخطاره بالأسباب ، أو منحه الفرصة لدحض الادعاءات الموجهة إليه."

وتُعد قضية الشيخ سبيتي أحدث اختبار تواجهه القوانين الفيدرالية التي تسمح للحكومة بضرورة سحب أو رفض منح جوازات السفر استناداً إلى أسباب عدة "كأن تكون متعلّقة بالأمن الوطني لكندا أو لأي دولة أخرى."

وفي إفادته الرسمية قال الشيخ سبيتي إنه ساعد في تأسيس مراكز مجتمعية في العديد من المدن ، وأنه لطالما دعى إلى "التآلف والتسامح والاحترام ، والقدرة على الاندماج في المجتمع الجديد ، وتحسين العلاقات ونوعية الحياة للجميع."

مضيفاً أنه على الرغم من انتقاداته للحكومة الحالية ، إلا أنها كانت سلمية ولم توجه إليه أية تهمة إجرامية في كندا أو خارجها. يشار إلى أن الشيخ سبيتي كان قد أقر بأن جواز سفر مسبق خاص به كانت السلطات قد صادرته بعد أن أزال ملصقاً من إحدى صفحاته. 

ويكتب الشيخ سبيتي قائلاً "إني أعتقد أن هذه المسألة قد جرى معالجتها لأنه في عام 2012 تقدمتُ بطلب جواز سفر جديد وحصلت عليه. " وقال إنه تفاجأ حين سُحب منه أحدث جواز سفر بحوزته لأنه لم يتم إجراء مقابلة معه ، أو إعطاؤه الفرصة للإجابة على أي تساؤلات ربما كانت لدى السلطات."

منذ أن نشرت صحيفة ناشونال بوست مقالتها الأولى الأسبوع الماضي حول سحب جواز سفر الشيخ سبيتي ، قامت أعداد من مؤيديه بمؤازرة الإمام "المتدرب إيرانياً" البالغ من العمر 46 عاماً ، والذي أصبح مواطناً كنديا في عام 1991 وعمل منذاك الوقت ضمن الجالية اللبنانية في مونتريال. 

وفي مقالة نشرت على موقع على الإنترنت من مونتريال كتب حسين حب الله مقالة يلوم فيها "الحملة الاستفزازية لتشويه حقيقة سماحة الشيخ ، معتبراً أن وحدهم الضعفاء وغير المستقرين سيصدقون أن الشيخ سبيتي لم يكن رجلاً مُهبراً."

"هذه هي رسالتي الأخيرة للحكومة الحالية ولجهاز الاستخبارات الكندية. إذا كنتم تعتقدون أنكم بمهاجمة قائدنا قد نجحتم في كسر جاليتنا فأنتم مخطئون." كتبت جريدة صدى المشرق على موقع mincanada.com مضيفة "أنه لن يتم إسكاتنا أو دمجنا ، وأن هذا الهجوم على قادتنا سيجعلنا أكثرة قوة." 

وفي رسائل قُدمت إلى المحكمة ، امتدح أصحابها الإمام سبيتي معتبرينه نموذجاً للمواطن الكندي. وأنه  لطالما دعى في خطابه إلى السلام والمساواة والتسامح." بحسب ما جاء في رسالة سلام الموسوي أحد مدراء منظمة أهل البيت الإسلامية. 



إعداد وترجمة: حسام مدقه. 
المؤلف: ستيوارت بل
تصوير: غابي أندراوس
إذا نالت هذه المقالة إعجابكم نرجو دعمنا بزيارة إعلانات الموقع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.