الأحد، 5 أكتوبر 2014

كتاب كلام نسوان

الغلاف بريشة الفنان عز الدين عثمان
نستعرض على مدار الأسابيع المقبلة كتاباً بعنوان "كلام نسوان" للمؤلف عبد الكريم بيروتي ، والذي يتناول فيه بأسلوب ساخر قضايا شخصية وعامة من منظور خاص كما يوحي عنوان الكتاب ، قضايا مر بها المؤلف في حقبة الثمانينيات من القرن الماضي.


يعد الكتاب في الواقع مجموعة من المقالات التي كتبها المؤلف أو كما وصفه "ألبوم" لمقالات نشرت له في زاوية تحمل الاسم نفسه في جريدة البيان الإمارتية بمدينة دبي. وقد يجد البعض (كما حدث بالفعل في آنه) ولاسيما النساء من القراء عدداً من تلك المقالات بمثابة هجوم مباشر على المرأة ، أما البعض الآخر فقد يستسيغه معتبراً إياه صورة تعكس حال بعض الأزواج والزوجات. لكن يبقى الكتاب في نهاية المطاف بمثابة مرآة تعكس واقع وحال العائلة العربية في ذلك الوقت وفي الوقت الحاضر ربما على الرغم من التقدم الملحوظ في نوعية الحياة ونمطها في الشرق الأوسط. 



تنويه: سيتم نشر ما يحتويه الكتاب من مقالات ساخرة على صفحة مدونة راديو بيتنا من حين لآخر.



 الأصول العربية للأدب الساخر

كاريكاتور عبد الكريم بيروتي
من بين كل أنواع الكتب التي تقذف بها المطابع العربية إلى الأسواق الفكرية يظل الكتاب الساخر هو الغائب الأكبر حتى أصبح هناك اعتقاد بأن الأدب الضاحك قد انقرض تماماً من حياتنا لأنه يمثل نوعاً من الترف الذهني لا يتناسب مع ظروفنا القومية الصعبة. بل أن البعض يعتبر الأدب الساخر هذه الأيام مجرد "صرعة" غريبة عن جذور التراث الأدبي العربي، وأن السخرية ليست من الصفات العربية الأصيلة بل هي تناقض ملامح الشخصية العربية الجادة والمحافظة على التقاليد والأصول العريقة.

وهل يخلو التراث الأدبي العربي من الأدب الساخر حقاً؟!
الواقع أن العكس هو الصحيح ... وقد يكون التراث العربي هو الوحيد الذي يتميز بعدد ضخم من كنوز الأدب الساخر منذ عصر الجاحظ الذي يعتبر عملاقاً على المستوى العالمي في هذا المجال ويكفي أن يكون للجاحظ كتاب "البخلاء" الذي وصل فيه إلى ذروة الإبداع في الكتابة الساخرة والمضحكة ... أما تاريخ الشعر العربي منذ الجاهلية وحتى يومنا هذا فهو مليء بالنماذج الساخرة التي أبدع في تصويرها الشعراء الفطاحل مثل ابن الرومي وأبي نواس وحتى أبو الطيب المتنبي لم يخل شعره العظيم من السخرية اللاذعة في معرض الهجاء.

وإذا انقرض الأدب الساخر في عالمنا العربي مع بداية عصر الانحطاط فإن ذلك لا يعني أن السخرية دخيلة على التراث العربي الأصيل ... ولكن الكتابة الساخرة هي في حد ذاتها من أصعب أنواع الإبداع الفكري والفني وهي لذلك لا يمكن أن تزدهر إلا في عصور النهضة فقط ، كما حصل في الدولة العباسية التي ما تزال تمثل ذروة النهضة الفكرية العربية في ذلك العصر ثم انحدرت بعد ذلك بسبب تفكك الإمبراطورية العربية الإسلامية إلى دويلات صغيرة أطاحت معها بكل الأمجاد العظيمة في التاريخ العربي القديم.

"المؤلف"
الطبعة الأولى نوفمبر 1981

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.