الثلاثاء، 26 مايو 2015

جرذان أفريقيا


■ لا يعتبر البشر أن الجرذان من القوارض التي قد يرغب أحد في مداعبتها أو اقتنائها. لكن أبناء القارة السوداء أفريقيا تمكنوا من تسخير تلك القوارض الكبيرة على نحو لم يخطر ببال أحد من قبل ، فحوّلوها إلى أجهزة تتنفس قادرة على كشف الألغام الأرضية. 


من المعروف أن الألغام الأرضية من المشاكل التي تعاني منها أفريقيا بشكل مزمن من زمن طويل، وعادة ما يكون ضحايا تلك الألغام هم من الأطفال. لكن بفضل مجموعة تطلق على نفسها اسم مجموعة تطوير منتجات كشف الألغام المضادة للأفراد أو المعروفة اختصاراً بـ APOPO ، فقد تمكنت تلك القوارض من أن تحيا حياة سعيدة ، وفي الوقت نفسه أن تؤدي خدمة كبيرة تتمثل في إنقاذ أرواح من حولها من بشر. تم تدريب تلك الجرذان على كشف المتفجرات بالطريقة نفسها التي تُدرّب فيها الكلاب البوليسية أو الحربية ، وقد نجحت منذ عام ألفين وحتى الآن في إنقاذ أرواح نحو تسعة آلاف شخص في كل من تانزانيا وموزامبيق. 

Anti-Personnel Landmines Detection Product Development

إن أحد فوائد استخدام الجرذان في الكشف عن الألغام الأرضية يتمثل في أن وزنها لا يصل إلى الحد الكافي لتفجير اللغم الأرضي ، كما أن حجمها الكبير نسبياً يجعل من السهل رؤية تلك الجرذان الكبيرة من مسافة آمنة. لقد تمكّنت هذه الجرذان المدرّبة من العثور على كميات كبيرة من الذخيرة الحية منقذةً بذلك أرواح الكثير من البشر ما يجعلها تستحق بجدارة كل تقدير واحترام. 

يعيش هذا النوع من الجرذان الكبيرة حتى ثمان سنوات تقريباً ، غير أن الجرذان المشاركة في مشروع الكشف عن الألغام الأرضية تتقاعد بعد ست سنوات فقط من عملها في الخدمة. وبعد تقاعدها ، يستمر رُعاتها في تقديم الموز والأفوكادو والتفاح وغيرها من الأطعمة المفضّلة لها إلى أن تنفق. ربما تكون عزيزي القارئ ممن يعتبرون تلك الجرذان من القوارض المقززة ، لكنك لعلك تقر الآن أنها قد سُخرت على نحو أنقذت به أرواح الكثير من الأبرياء ، ما يجعلها ذلك أكثر جرذان العالم تميزاً. 

■ إعداد وترجمة: حسام مدقه
■ المصدر: دام

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.