الأربعاء، 11 مارس 2015

متشدد من وندسور ينضم إلى جهاديين في سوريا


■ نشرت جريدة ناشونال بوست على موقعها الإلكتروني أمس خبراً قامت بتحديثه اليوم مفاده أن السلطات تقوم حالياً بالبحث عن مواطن كندي بعد مغادرته البلاد على ما يحتمل ، بالرغم من أنه لا يحمل جواز سفر صالح ، وكانت المحكمة قد أصدرت حكماً بمنعه من السفر والبقاء تحت مراقبة الشرطة طواعية. وتقول الصحيفة إن الشرطة الملكية الكندية المعروفة اختصاراً بـ RCMP كانت قد صنفته بأنه "من المسافرين الذين يشكّلون خطورة عالية."

تقول الصحيفة إن محمد الشاعر ويبلغ من العمر 27 عاماً ، وهو من مدينة وندسور في مقاطعة أونتاريو ، كان قد اختفى الشهر الماضي بعد أن أنهى عقوبة سجن متعلّقة بعملية احتيال خاصة بجواز سفر. ووفقاً لكلام نشره أحد المقاتلين المتشديين على شبكات التواصل الاجتماعي ، فإن الشاعر وصل إلى سوريا بعد خروجه من السجن في كندا.

وقالت أمس المفتشة لايس كرواتش المسؤولة عن فريق تطبيق الأمن الوطني المدمج في أونتاريو: "إن ما تستطيع تأكيده هو أن السلطات تعتقد أن الشاعر غادر كندا ، وأنه يتواجد خارجها ، وأنه لا يمتلك جواز سفر كندي صالح."

وتقول كراوتش إنها لا تستطيع أن تؤكد وجود الشاعر في سوريا ، مضيفة أن صديقه ويدعى أحمد وسيم ، وهو من وندسور أيضاً ومطلوب لدى الشرطة الملكية الكندية ، نشر الأسبوع الماضي على حسابه على توتير جملة موجهة إلى الكنديين المسلمين يقول فيها "خمّنوا من تمكّن من الوصول إلى الشام رغم أنه من المسافرين الذين يشكلون خطورة عالية؟"

يشار إلى أن "الشام" كلمة تستخدمها المجموعات الجهادية كتسمية لسوريا والمنطقة المحيطة بها. ويكمل أحد وسيم جملته كاتباً: "ما هي حجتكم إذاً؟" مضيفاً عليها بالانكليزية هاشتاغ هجره وهاشتاغ IS (والتي قد تشير إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام.)

من جهة أخرى لم يستجب السيد الشاعر إلى رسائل إلكترونية أرسلتها الصحيفة تطلب منه فيها التعليق على الأمر ، كما تعذّر الاتصال بعائلته في وندسور.

ويقول باتريك دوتشارم المحامي السابق للسيد محمد الشاعر إنه لم يكن على دراية باختفاء موكله السابق ، مضيفاً أن مكتبه لم يتصل بالشاعر بعد انتهاء قضية الأخير.

وتكمل الصحيفة وتقول إن محمد الشاعر وهو كندي من أصل فلسطيني ويعمل مديراً للتسويق، كان على رادار الشرطة الملكية الكندية منذ غادر كندا في الثالث من نوفمبر / تشرين الثاني 2013 برفقة السيد وسيم ، وهو مقاتل جهادي كان يمضي فترة نقاهة في وندسور إثر إصابة خلال معركة حربية خاضها في سوريا. هذا ويصف السيد وسيم على شبكات التواصل الإجتماعية أسامة بن لادن بأنه "بطل" ، كما قدّم نصائح حول سبل المشاركة في القتال بسوريا ، وهو يدعم استعباد غير المسلمين. حيث كتب قائلاً: "إنني أستمتع برؤية موتى الأمريكيين" وذلك بعد أن أطلقت داعش شريط فيديو يُصوّر ُقطع رأس الصحافي الأمريكي جايمس فولي.

وتضيف صحيفة ناشونال بوست إن وسيم سافر برفقة الشاعر إلى رايكافيتش في أيسلنده ، ومن هناك إلى باريس ومن ثم تركيا ، حيث عاد السيد وسيم إلى سوريا ، لكن في 12 ديسمبر / كانون الأول ، أبلغ السيد الشاعر السلطات الكندية بأن جواز سفره كان قد تلف ، ثم حصل على وثيقة سفر طارئة بعد أن أدلى بمعلومات زائفة.

وتقول الصحيفة إن السلطات التركية كانت قد احتجزت الشاعر لفترة قصيرة لدخوله البلاد بصورة غير شرعية ، وأنه في الأول من يناير/كانون الثاني سافر جواً إلى مقاطعة كالغيري الكندية ، حيث أطلع سلطات خدمة الحدود الكندية أن اسمه على اللائحة الأمريكية للممنوعين من السفر. وفي الـ 23 من يونيو / حزيران اعتقلته السلطات في وندسور بتهمة تتعلّق بعملية احتيال خاصة بجواز السفر حيث أطلق سراحه بكفالة مالية.

وعلى الرغم من منعه من مغادرة مقاطعة أونتاريو في انتظار محاكمته ، إلا أنه تمكّن على نحو ما من السفر إلى مصر والسودان. وقد احتجزته السلطات الكندية في مطار بيرسون بتورنتو في الخامس من نوفمبر / تشرين الثاني بتهمة مخالفة شروط إطلاق سراحه.

وقال الشاعر أمام أحد القضاة في وندسور عندما أقر بذنبه في الـ 19 من ديسمبر / كانون الأول "إنه ارتكب غلطة ويعتذر عليها وأنه لن يكررها."

وقد حُكم عليه آنذاك بالسجن 90 يوماً أو 24 يوماً بعد اقتطاع المدة التي قضاها في الحجز قبل المحاكمة. كما حُكم عليه بإخضاع نفسه لرقابة الشرطة لمدة سنة كاملة ، ومُنع من مغادرة كندا.

هذا وقد رفضت المفتشة كراوتش التعليق على الكيفية التي تتمكّن بها السيد الشاعر من السفر خارج البلاد ، على الرغم من القيود التي فرضت عليها ، غير أنها أجابت بأن تحقيق الشرطة مازال مستمراً ، مضيفة أن الشاعر مطلوب حالياً بتهمة التزييف وعمليات احتيال خاصة بالهوية.

ويُعتبر نجاح الشاعر في مغادرة البلاد إشارة إلى الصعوبة التي تواجهها الشرطة في متابعة الأعداد المتزايدة من المسافرين الذين يشكّلون خطورة عالية ، ممن تراقبهم السلطات في محاولة لمنع الشباب الذين يتم تحويلهم إلى متشددين من الانضمام إلى المجموعات المسلحة المتطرفة ، لاسيما في سوريا والعراق.

وكانت الجملة التي نشرت على موقع تويتر في الثاني من مارس/أذار والتي تفيد بوصول السيد الشاعر إلى سوريا قد أثارت انتباه أمرناث أمرسينغام وهو أستاذ جامعي باحث في شؤون المقاتلين الأجانب الكنديين ضمن دراسة كبيرة تجريها جامعة وترلو.

وفي رسالة نشرت الأسبوع الماضي على موقع إلكتروني يسمى Jihadology يقول أمرناث إنه على الرغم من تصريح الحكومة الفيدرالية بأن ثلاثين إلى أربعين كندياً يعتبرون من الناشطين بين مجموعات متطرفة في سوريا والعراق ، ألا أنه يعتقد أن الرقم الحقيقي هو أقرب إلى ستين شخصاً.

مضيفاً أن 12 شخصاً على الأقل قد قُتلوا ، منهم سبعة من ألبرتا وأربعة من أونتاريو وواحد من كيبك. وعلى الرغم من تركيز الرأي العام على مجموعات المتطرفين في مدن مثل كالغيري ، إلا أن نصف هذا العدد هم أفراد من أونتاريو. وأن خمسة إلى سبعة أفراد هم من النساء ، وخمسة إلى سبعة آخرين هم من المسلمين الجدد. ويكمل أمرناث تقريره قائلاً إن أغلبية هؤلاء المقاتلين ينحدرون من الجيل الأول أو الثاني من الشباب الذين ولدوا مسلمين لعائلات من جنوب آسيا والشرق الأوسط.

إعداد وترجمة: حسام مدقه.
كاتب المقالة: ستيوارت بل
صور: ناشونال بوست

إذا نالت هذه المقالة إعجابكم نرجو دعمنا بزيارة إعلانات موقعنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.