الأحد، 16 نوفمبر 2014

قصة ضفدعين في بئر واحد

 قد تشكّل الكلمة فارقاً بين النجاة والغرق
■ يحكى أن مجموعة من الضفادع كانت تقفز مسافرة بين غابة إلى أخرى. وفجأة وقعت ضفدعتان في بئر عميق. تجمعت بقية الضفادع حول البئر ، وحين شاهدت مدى عمقه ، صاحت الضفادع بالضفدعتين في قاع البئر بأن حالتهما ميئوس منها وأنه لا فائدة من المحاولة.

تجاهلت الضفدعتان التعليقات وحاولتا الخروج من البئر بكل ما أوتيتا من قوة وطاقة ، بينما استمرت الضفادع الأخرى بالصياح بهما كي يتوقفا عن المحاولة لأنهما ميتتان لا محالة.


انصاعت إحدى الضفدعتين أخيراً لما كانت تقوله بقية الضفادع ، ثم حل بها الإرهاق واعتراها اليأس فسقطت إلى أسفل البئر ميتة. أما الضفدعة الأخرى فقد استمرت في القفز بكل قوتها. بينما أستمرت بقية الضفادع في الصياح بها تطلب منها أن تضع حداً للألم وأن تستسلم لقدرها ، إلا أنها أخذت تقفز بشكل أسرع وأقوى عن ذي قبل حتى وصلت إلى الحافة ومنها إلى خارج البئر وسط دهشة بقية الضفادع.

عندها سألت الضفادع: أتراك لم تكوني تسمعين صياحنا؟!
قالت لهم الضفدعة إنها مصابة بالصم لذلك كانت تظن وهي في البئر أنهم كانوا يشجعونها طوال الوقت كيلا تفقد الأمل وأن تواصل المحاولة.

ثلاث عظات تؤخذ من هذه القصة. أولها هو أن الكلمة المشجعة لمن في الأسفل قد ترفعه وتجعله يحقق ما يصبو إليه. ثانيها هو أن الكلمة المحبطة لمن في الأسفل ربما تقتله، لذلك يجب أن ننتبه لما تقول، وأن نساهم في منح الحياة لمن يعبرون في طريقنا ولو بكلمة طيبة. أما ثالثها فهو أن الإنسان يمكنه إنجاز ما قد هيأ له عقله وأعدد له نفسه شرط الا يدع الآخرين يحبطون عزيمته. 

إعداد: حسام مدقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.