الثلاثاء، 8 يناير 2013

الفرق بين الجنسية والهوية

لكل مغترب مقيم في كندا أو أميركا ... كيف يرد إذا وجد نفسه في الموقف التالي. إجابة عبقرية تستحق الاقتباس فعلاً


كنت عائداً بسيارتي من أمريكا إلى كندا حيث إقامتي ، وعلى الحدود أعطيت جواز سفري الكندي إلى الموظفة ففتحته وقرأت مكان الولادة مصر ...
- فقالت: كيف مصر ؟
- فقلت بخير .. ونرجو الله أن تبقى بخير .

- منذ متى وأنت تعيش في كندا؟
- أنهيت لتوي السنة العاشرة

- متى زرت مصر آخر مرة؟
- منذ ثلاثة أعوام

فنظرت إلي وهي تبتسم وسألتني: 


- من تحب أكثر مصر أم كندا؟
- فقلت لها: الفرق عندي بين مصر وكندا كالفرق بين الأم والزوجة .. فالزوجة أختارها .. أرغب بجمالها .. أحبها .. أعشقها .. لكن لا يمكن أن تنسيني أمي .. الأم لا أختارها ولكني أجد نفسي ملكها .. لا أرتاح إلا في أحضانها .. ولا أبكي إلا على صدرها .. وأرجو الله ألا أموت إلا على ترابٍ تحت قدميها .

فأغلقت جواز السفر ونظرت إلي باستغراب وقالت:
- نسمعُ عن ضيق العيش فيها فلماذا تحب مصر ؟
- قلت: تقصدين أمي؟

فابتسمت وقالت:
- لتكن أمك ..
فقلت: قد لا تملك أمي ثمن الدواء ولا أجرة الطبيب ، لكن حنان أحضانها وهي تضمني ولهفة قلبها حين أكون بين يديها تشفيني .

- قالت: صف لي مصر
- فقلت: هي ليست بالشقراء الجميلة ، لكنك ترتاحين اذا رأيت وجهها .. ليست بذات العيون الزرقاء ، لكنك تشعرين بالطمأنينة اذا نظرت اليها .. ثيابها بسيطة ، لكنها تحمل في ثناياها الطيبة والرحمة .. لا تتزين بالذهب والفضة ، لكن في عنقها عقداً من سنابل القمح تطعم به كل جائع .. سرقها اللصوص ولكنها ما زالت تبتسم ..!!

أعادت إلي جواز السفر وقالت:
- أرى مصر على التلفاز ولكني لا أرى ما وصفت لي ..!!
 
- فقلت لها: أنت رأيت مصر التي على الخريطة ، أما أنا فأتحدث عن مصر التي تقع في أحشاء قلبي.

- أرجو أن يكون وفاؤك لكندا مثل وفائك لمصر .. أقصد وفاؤك لزوجتك مثل وفائك لوالدتك.

فقلت لها: بيني وبين كندا وفاءٌ وعهد ، ولست بالذي لا يفي عهده ، وحبذا لو علمتِ أن هذا الوفاء هو ما علمتني إياه أمي
.

المصدر: منقول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.