الأحد، 9 نوفمبر 2014

الأب الغاضب والطبيب !

■ وصل الطبيب إلى المستشفى وهو يلهث بعد أن تلقى نداءاً طارئاً بوجوب إجراء جراحة عاجلة لطفل صغير. على الفور غيّر الطبيب ملابسه وتوجه مباشرة إلى غرفة العمليات، حيث التقى في الممر بوالد الطفل الذي بدا في حالة توتر وعصبية. 

صاح الأب في وجه الطبيب وسأله لماذا تأخرت في الوصول ؟ ألا تعلم أن حياة ابني في خطر ؟ ألا تملك أدنى حس من المسؤولية ؟ 

ابتسم الطبيب في وجه الأب الغاضب واعتذر له معللاً أنه لم يكن في المستشفى وأنه حضر بأسرع ما يمكن بعد تلقيه النداء العاجل ، ثم طلب منه أن يهدئ أعصابه كي يسمح له بالقيام بعمله. 


تعجب الأب من طلب الطبيب بأن يهدأ قائلاً إن ابنه يرقد في غرقة العمليات الآن فكيف تطلب مني أن أهدأ ؟ ثم سأل الأب الغاضب الطبيب: ماذا كنت لتفعل إن مات ابنك بينما تنتظر حضور الطبيب؟ ابتسم الطبيب مرة أخرى وقال له إنه وطاقم الأطباء سيفعلون ما في وسعهم لإنقاذ حياة الطفل الصغير بعون الله تعالى، ثم طلب من الأب أن يدعو الله من أجل حياة ابنه. 

راح الأب الغاضب يدمدم غير آبه بنصيحة الطبيب معتبراً أن من يده في الماء البارد ليست كمن يده في الماء الساخن. 

مرت ساعات عدة ثم خرج بعدها الطبيب من غرفة العمليات الجراحية سعيداً ، وتوجه مسرعاً إلى الأب وأخبره أن حياة ابنة لم تعد في خطر ، لكن دون أن ينتظر رداً من والد الطفل أسرع الطبيب راحلاً وطلب منه أن يستفسر لدى الممرضة إن كان لديه أي سؤال. 

يا له من طبيب متعجرف ، قال الأب الغاضب. ثم أردف قائلاً في حضور الممرضة إن الطبيب لم يكلّف نفسه الانتظار دقيقة واحدة لكي أسأله عن حال ابني قبل أن يغادر بهذه السرعة. قالت الممرضة والدموع تنسال على خديها إن ابن الطبيب توفي أمس بعد أن صدمته سيارة في الشارع حيث كان يلعب ، وأنه كان يحضر مراسم دفن ابنه عندما تلقى نداء الجراحة العاجلة ، والآن بعد أن أنقذ حياة ابنك ، فقد عاد راكضاً لكي ينهي مراسم دفن ابنه. 

العبرة من هذه القصة هي أنه يجب ألا نحكم على أي إنسان لأننا لا نعرف شيئاً عن حياته أو ما يمر به !

إعداد وترجمة: حسام مدقه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.